باب تشميت العاطس إذا حمد الله 2
بطاقات دعوية
عن إياس بن سلمة أن أباه حدثه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعطس رجل عنده فقال له يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجل مزكوم. (م 8/ 225)
يَحرِصُ المسْلمُ على إتيانِ وإجابةِ كلِّ ما أمَرَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومنها التَّخلُّقُ والتَّحلِّي بالآدابِ الَّتي عَلَّمها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للأُمَّةِ
وفي هذا الحديثِ يَرْوي سَلَمةُ بنُ الأكوعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَجلًا عَطَسَ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يَأتِ في الحديثِ أنَّ العاطسَ حَمِد اللهَ، والظَّاهرُ أنَّ الرَّجلَ حَمِدَ اللهَ بعْدَ عُطاسِه؛ لأنَّ التَّشميتَ لا يكونُ إلَّا لمَن حَمِد اللهَ، كما وَرَد في الصَّحيحينِ عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه، قال: عَطَس عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلانِ، فشَمَّت أحَدَهما ولم يُشمِّتِ الآخَرَ، فقال الَّذي لم يُشَمِّتْه: عَطَس فلانٌ فشَمَّتَّه، وعطَسْتُ أنا فلم تُشَمِّتْني، قال
«إنَّ هذا حَمِد اللهَ، وإنَّك لم تَحمَدِ اللهَ»
وأخبَرَ سَلمةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال للرَّجلِ بعْدَ عُطاسِه: «يَرحمُكَ اللهُ» وهو ما يُعرَفُ بالتَّشميتِ، ثُمَّ تَكرَّر مِن الرَّجلِ عُطاسُه، فَقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «الرَّجلُ مَزكومٌ»، أي: أصابَتْه عِلَّةُ الزُّكامِ، وهو الْتهابٌ بغِشاءِ الأنفِ يَتميَّزُ غالبًا بكَثرةِ العُطاسِ وسَيَلانِ الأنفِ؛ ولذلك فإنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يُشَمِّتْه في المرَّةِ الثَّانيةِ؛ لأنَّ ما به هو مَرَضٌ وزُكامٌ، وليس عُطَاسًا، فيُدْعَى له بدُعاءِ المُسلِمِ للمُسلِمِ بالعافيةِ والسَّلامةِ، وفي رِوايةِ ابنِ ماجهْ: «يُشَمَّتِ العاطسُ ثَلاثًا، فما زادَ فهو مَزكومٌ»، فجَعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التَّشميتَ في تلكَ الرِّوايةِ إلى ثَلاثِ مرَّاتٍ، وما زادَ فهو مَرَضٌ وزُكامٌ