باب جمع القران 2
بطاقات دعوية
عن زيد بن ثابت قال: فقدت آية من [سورة 3/ 206] (الأحزاب) حين نسخنا المصحف، قد كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها، فالتمسناها، فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصارى [الذى جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادته شهادة رجلين] {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه [فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر]} , فألحقناها فى سورتها فى المصحف.
أَمَر الخليفةُ أبو بَكرٍ الصِّديقُ رضِيَ اللهُ عنه بِجَمْعِ القرآنِ الكريمِ في مُصْحَفٍ واحدٍ، وكان أبرَزُ مَن تولَّى هذا الأمرَ هو زَيْدَ بنَ ثَابِتٍ رضِيَ اللهُ عنه، وكان يَجمَعُ القرآنَ الذي كُتِب على الجُلُودِ وغيرِها مِمَّا كان يُكْتَبُ عليه في عَهْدِهم، ويَجمَعُه أيضًا مِن صُدورِ الرِّجالِ وحِفْظِهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ زيدُ بنُ ثابتٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّهم لمَّا نَسَخُوا المَصَاحِفَ بَقِيَتْ آيةٌ هي قَولُ اللهِ تعالَى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23]، وكان زَيْدٌ رضِيَ اللهُ عنه كثيرًا ما يَسمَعُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقْرَؤُها، ولَكِنَّه لم يَجِدْها مَكتوبةً عندَ أحدٍ -وكان يَجْمَع بيْنَ المكتوبِ والمَحفوظِ للاستِيثَاق- إلَّا مع خُزَيْمَةَ بنِ ثابتٍ الأَنْصَارِيِّ رضِيَ اللهُ عنه، وهو الصَّحَابِيُّ الذي جَعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَهادتَه تَعْدِل شهادةَ رَجُلَيْن.
وسَبَبُ كَونِ شَهادتِه بشَهادتينِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَلَّم رجلًا في شيٍء فأنكره، فقال خُزَيمةُ: أنا أشهَدُ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أتشهَدُ ولم تُستشهَدْ؟ فقال: نحن نُصَدِّقُك على خَبَرِ السَّماءِ، فكيف بهذا؟ فأمضى شهادتَه وجَعَلها بشهادتينِ، وقال له: لا تَعُدْ. وهذا من خصائِصِه رضِيَ اللهُ عنه. وأصلُ الحديثِ عند أبي داودَ والنَّسائيِّ.