باب سترة الإمام سترة من خلفه
بطاقات دعوية
عن ابن عُمرَ أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا خرجَ يومَ العيدِ (وفي روايةٍ: يوم الفطر والأَضحى) [إلى المَصلى] أمَرَ بالحَربْةِ فتُوضَعُ (وفي روايةٍ: كان يغدو إلى المصلى والعَنَزةُ بين يديهِ تُحملُ وتُنْصبُ) (وفي أخرى: تُركز ) بينَ يدَيه، فيصَلي إليها، والناسُ وراءَه، وكان يفعلُ ذلك في السفَرِ، فمِنْ ثَمَّ اتخذَها الأُمراءُ.
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُولِي السُّترةَ في الصَّلاةِ اهتمامًا كبيرًا،
في هذا الحَديثِ بيانٌ فِعليٌّ لهدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ذلِك، حيثُ يُخبِرُ ابنُ عمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَأتي إلى مُصلَّى العِيدِ وأصحابُه يَحمِلونَ له العَنَزةَ -وفي رِوايةٍ أُخرَى في البخاريِّ: «كانَ تُرْكَزُ الحَرْبَةُ قُدَّامَه»- وهي عَصًا تُشبِهُ الرُّمحَ، لكنَّها أقصرُ منها- لِتُنصَبَ أَمامَه، ويَتَّخِذَها سُترةً يُصلِّي إليها، ولتُحدِّدَ مَوضعَ صَلاتِه، فلا يَمُرَّ أحدٌ أمامَه.
فكان يَفعَلُ ذلك في العِيدَينِ؛ لأنَّه كان يُصَلِّيهما بالمُصَلَّى، وهو أرضٌ فَضاءٌ، ولم يكُنْ فيه بِناءٌ ولا سُترةٌ، وكان يَفعَلُ ذلك في أسفارِه أيضًا؛ لأنَّ المسافِرَ لا يَجِدُ غالبًا جِدارًا يَستَتِرُ به، وأكثَر ما يُصَلِّي في فَضاءٍ مِن الأرضِ؛ فعلَى مَن صلَّى لنفْسِه أنْ يتَّخِذَ سُترةً بيْنَه وبيْن قِبلتِه؛ حتَّى لا يَمُرَّ مَن يَقطَعُ عليه الصَّلاةَ، وخاصَّةً في الأماكنِ المفتوحةِ، وأمَّا في صَلاةِ الجَماعةِ فالإمامُ إذا اتَّخَذَ سُترةً لنَفْسِه فهو سُترةٌ للمأمومِينَ.