باب صفة أمة محمدﷺ6
سنن ابن ماجه
حدثنا عيسى بن محمد بن النحاس الرملي وأيوب بن محمد الرقي، قالا: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن بهز بن حكيم، عن أبيه
عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نكمل يوم القيامة سبعين أمة، نحن آخرها وخيرها" (2)
شرَّفَ اللهُ الأُمَّةَ الإسلاميَّةَ وكرَّمها بكثيرٍ مِنَ الأشياءِ التي لم تَكُنْ للأُممِ السَّابِقةِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي مُعاويةُ بنُ حَيْدةَ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ في قولِهِ تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، قال: إنَّكُمْ "تُتِمُّونَ"، أي: يَكْتَمِلُ العَددُ بكم "سبعينَ أُمَّةً"؛ قيل: أي: مِنَ الأُممِ الكِبارِ، وقيل: المُرادُ الأُممُ التي آمَنتْ برَسولِها، وقيل: العددُ هنا لا يُقْصَدُ لذاتِهِ بلْ مِن بابِ التَّكثيرِ، "أَنْتُمْ خيرُها"، أي: أَفْضَلُها "وأَكْرَمُها على اللهِ"، يَعْني: بما أَعْطى لها سُبحانَه مِنْ مَنْزلةٍ، وفَضائلَ، وشَرائعَ وأحكامٍ خاصَّةٍ بها دونَ مَنْ سَبَقَها، وأَفْضَلُ تلك الأُمَّةِ هم الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم.