باب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم14
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عائشة، أنهم ذبحوا شاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما بقي منها»؟ قالت: ما بقي منها إلا كتفها قال: «بقي كلها غير كتفها»: " هذا حديث صحيح، وأبو ميسرة هو الهمداني اسمه: عمرو بن شرحبيل "
لقدْ حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الإكثارِ مِن الصَّدقةِ، ورغَّب فيها، وأبانَ عِظَمَ أجرِها عِندَ اللهِ سبحانه وتعالى.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عَنها: "أنَّهم ذبَحوا"، أي: ذبَح أهلُ بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقيل: أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "شاةً"، أي: ضَأنًا أو ماعِزًا، "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ما بَقي منها؟"، أي: ما فضَل منها، ولم يَخرُجْ صدَقةً، "قلتُ"، أي: قالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "ما بَقي مِنها إلَّا كَتِفُها"، أي: لم يَفضُلْ إلَّا كَتِفُ هذه الشَّاةِ، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "بقِيَ كلُّها غيرَ كَتِفِها"، أي: إنَّ ما تَأكُلُه في الدُّنيا يَبْلى ويَفْنى، أمَّا الصَّدقةُ فهي الَّتي تَمضي إلى الآخرةِ، فيَبْقى لك ثَوابُها؛ كقولِه تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96].
وفي الحديثِ: الترغيبُ في الصَّدقةِ، والنَّظرِ إلى الآخرةِ، وتَقْديمِها على الدُّنيا.