باب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم13
سنن الترمذى
حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كانت وسادة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يضطجع عليها من أدم حشوها ليف»: «هذا حديث صحيح»
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زاهِدًا في الدُّنيا مُعرِضًا عنْ زُخْرُفِها، راغِبًا في الآخِرةِ.
وفي هذا الحديثِ تَرْوي عائشةُ أمُّ المؤمِنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ وِسادتَهَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أي المِخَدَّةُ، الَّتي يتَّكِئُ علَيها، أيْ يَستَنِدُ علَيها، كانتْ مِنْ أَدَمٍ، وهوَ الجِلْدُ المدْبوغُ، وكانتْ هذه الوِسادةُ حَشْوُها من اللِّيف، وهو ما يَخرُجُ مِن سَعَفِ النَّخلِ تُحشَى به الوَسائِدُ.
وفي الحَديثِ: بيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الزُّهدِ في الدُّنيا وشِدَّةِ العَيشِ، مع أنَّ اللهَ قدْ جعَل له خَزائنَ الأرضِ.
وفيه: اتِّخاذُ الفُرشِ والوسائدِ، والنَّومُ عليها، والارتفاقُ بها.
وفيه: أنَّه يَنْبغي للأُمَّةِ الإسلاميَّةِ أنْ تَعتبِرَ حالَها ومَعيشتَها بحالِ نَبيِّها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه الأُسوةُ الحَسَنةُ، وأنَّ مَن اقتَفَى آثارَه اهْتَدى وأفْلَحَ في الدُّنيا والآخرةِ.