باب عدد صلاة العصر في الحضر 2
سنن النسائي
أخبرنا سويد بن نصر، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن أبي عوانة، عن منصور بن زاذان، عن الوليد أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في الظهر فيقرأ قدر ثلاثين آية في كل ركعة، ثم يقوم في العصر في الركعتين الأوليين قدر خمس عشرة آية»
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وقد بَيَّنَ النَّبيُّ الكَريمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفيَّتَها قولًا وعَمَلًا، وكانَ الصَّحابةُ يَتعلَّمون من أفعالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانوا يُلاحظونَه في كلِّ أحوالِه، فيَستنُّون بهَديِه، وخاصَّةً في العِباداتِ، ويَنقُلون عنه كلَّ التَّفاصيلِ؛ حتَّى يُعلِّموا مَن بعدَهم
وهذا الحديثُ فيه تَرقُّبُ الصَّحابةِ قَدْرَ قِراءةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ السِّريَّةِ؛ فيُخبِرُ أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقرَأُ الفاتحةَ وما تَيسَّرَ مِنَ القُرآنِ، في صَلاةِ الظُّهرِ في الرَّكعةِ الأُولى والثَّانيةِ قدْرَ قِراءةِ ثلاثينَ آيةً في كلِّ رَكعةٍ، وكانَ يَقرأُ في الرَّكعةِ الثَّالِثةِ والرَّابِعةِ قَدرَ خمسَ عَشْرةَ آيةً في كلِّ رَكعةٍ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرَأُ الفاتِحةَ وما تَيسَّرَ منَ القرآنِ في صَلاةِ العصرِ في الرَّكعةِ الأُولى والثَّانيةِ قدرَ خَمسَ عَشرةَ آيةً في كلِّ رَكعةٍ، وفي الرَّكعةِ الثَّالِثةِ والرَّابِعةِ قدْرَ نِصفِ ذلك، أي: من سَبعٍ إلى ثَماني آياتٍ
وجاءَ في حديثٍ آخَرَ عندَ النَّسائيِّ وغيرِه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقرَأُ في الرَّكعتينِ الأُوليَينِ مِنَ الظُّهرِ والعصرِ: سُورةَ الطَّارقِ، أوِ البُروجِ، ونحوَهما منَ السُّوَرِ، وهذا يُوضِّحُ وُقوعَ ذلك في أحوالٍ مُتغايِرةٍ
قيلَ: الحِكمةُ في الإطالةِ في صَلاةِ الظُّهرِ أنَّها تَكونُ في وَقتِ نَومِ القائلةِ، فطُوِّلت لِكَي يُدرِكَها الَّذينَ يَتأخَّرونَ
وفي الحديثِ: بَيانُ المِقدارِ الذي يُقرَأُ في الصَّلاةِ السِّريَّةِ