باب فضائل خديجة أم المؤمنين - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - 4
بطاقات دعوية
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت لم يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - على خديجة حتى ماتت. (م 7/ 134
خَديجةُ بنتُ خُويلدٍ أُمُّ المؤمِنينَ رَضيَ اللهُ عنها، أوَّلُ مَن أسلمَ مِنَ النِّساءِ، وأوَّلُ زَوجاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانتْ أحبَّ نِسائِه إليه.
وفي هذا الحديثِ تَرْوي أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَتزوَّجْ على زَوجتِه الأُولى خَديجةَ رَضيَ اللهُ عنها إلى أنْ ماتَتْ، وهذا على غيرِ العادةِ الَّتي كان عليها العربُ حينئذٍ، وهي كَثرةُ النِّساءِ والزَّوجاتِ، وفي هذا دَليلٌ على عِظَمِ قدْرِها عندَه وعلى مَزيدِ فضْلِها؛ لأنَّها أَغنَتْه عَن غَيرِها، وَاختصَّتْ به بِقدْرِ ما اشتَركَ فيه غيرُها مرَّتين؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عاشَ بعدَ أنْ تزوَّجَها ثمانيةً وثلاثينَ عامًا، انفردَتْ خديجةُ منها بِخَمسةٍ وعِشرينَ عامًا، وهي نحوُ الثُّلثينِ مِنَ المجموعِ، ومعَ طُولِ الْمُدَّةِ صَانَ قلبَها فيها مِنَ الغَيرةِ ومِنْ نَكَدِ الضَّرائرِ، الَّذي رُبَّما حصَلَ له هو منه ما يُشوِّشُ عليه بِذلكَ، وهي فضيلةٌ لَمْ يُشاركِهْا فيها غيرُها.