باب فضل الزهدفي الدنيا 7

بطاقات دعوية

باب فضل الزهدفي الدنيا 7

وعن المستورد بن شداد - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع ! )) رواه مسلم.

الدنيا هينة عند الله عز وجل وضئيلة، ولا تعدل عند الله تعالى مثقال ذرة ولا تساوي شيئا، فهي دار عمل واختبار، وليس عمر الإنسان الحقيقي، فذاك في الآخرة
وفي هذا الحديث يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله -للمبالغة في التحقيق والتأكيد- أن مثل الدنيا بالنسبة للآخرة، والنظر إليها؛ مثل ما يضع أحد الناس إصبعه في البحر، فلينظر الذي تعلق في يده من مائه؛ فإنه لا يعلق بإصبعه كثير شيء من الماء، ومعنى الحديث: ما الدنيا بالنسبة إلى الآخرة في قصر مدتها، وفناء لذاتها، ودوام الآخرة، ودوام لذاتها ونعيمها؛ إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي البحر.
وهذا التمثيل للتقريب إلى الأفهام؛ وإلا فالآخرة أعظم وأجل من البحر؛ لأن البحر مهما كان واسعا فإنه متناه، ونعيم الآخرة باق غير متناه، ونعيم الجنة للمؤمنين، وكذلك عذاب الكافرين
وفي الحديث: تحقير الدنيا وشأنها.
وفيه: توضيح المعاني بتقريبها لما في الواقع.