باب فضل الصلاة على الجنائز وتشييعها
حدثنا هارون بن عبد الله وعبد الرحمن بن حسين الهروى قالا حدثنا المقرئ حدثنا حيوة حدثنى أبو صخر - وهو حميد بن زياد - أن يزيد بن عبد الله بن قسيط حدثه أن داود بن عامر بن سعد بن أبى وقاص حدثه عن أبيه أنه كان عند ابن عمر بن الخطاب إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال يا عبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة إنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ». فذكر معنى حديث سفيان فأرسل ابن عمر إلى عائشة فقالت صدق أبو هريرة.
من إكرام المسلم والإحسان إليه اتباع جنازته إذا مات، والصلاة عليه، وفي ذلك أجر عظيم، وثواب جزيل لمن قام به إيمانا واحتسابا
وفي هذا الحديث يذكر النبي صلى الله عليه وسلم حصول الأجر العظيم في اتباع الجنائز، وأن من تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا، أي: تصديقا بوعد الله، واحتسابا للأجر من الله، ورغبة في ثوابه، مخلصا لله تعالى وحده، لا يقصد مراءاة الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، وصلى على الجنازة وتبعها حتى يفرغ من دفنها؛ فإنه يحصل من الأجر قيراطين، كل قيراط مثل جبل أحد، وهو الجبل المعروف على مشارف المدينة من الجهة الشمالية على بعد 4 أو 5 «كم» من المسجد النبوي، وطوله 7 كم، وعرضه بين 2 و3 كم، وارتفاعه يصل إلى قرابة 350 مترا، وحصول القيراطين هاهنا مقيد بثلاثة أشياء؛ الأول: اتباع الجنازة، والثاني: الصلاة عليه، والثالث: حضور الدفن، أما من صلى عليها فقط ورجع قبل أن تدفن، فقد حصل من الأجر قيراطا واحدا
وفي الحديث: الحث على الصلاة على الميت، واتباع جنازته، وحضور دفنه
وفيه: بيان عظم فضل الله وعظم ما يعطيه من الأجر والثواب على العمل القليل