باب فى أكل الثوم
حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير عن الشيبانى عن عدى بن ثابت عن زر بن حبيش عن حذيفة أظنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ». ثلاثا.
ينبغي على المسلم تعظيم المساجد، وتنزيهها عن الأقذار والنجاسات والروائح الكريهة، وعما لا يليق، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، فقال: "من تفل تجاه القبلة" بأن ألقى ما في فمه من اللعاب، أو النخامة، تجاه القبلة، "جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه"، مختوما به على جبهته يوم القيامة، وفي رواية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن فعل هذا: "إنك آذيت الله ورسوله"، أي: إنك فعلت فعلا منهيا عنه، لا يرضي الله ولا رسوله، وليس أذى الله سبحانه وتعالى من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين
وإذا قام المسلم في صلاته، فإنه يناجي ربه، ويكون ربه بينه وبين القبلة، فلا يبزقن في قبلته، ولكن يبصق عن يساره، أو تحت قدميه أو في طرف ردائه، ثم يرد بعضه على بعض
"ومن أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا"، والشجرة هي الثوم، ونحوها، وسماها خبيثة؛ لقبح رائحتها، وهو بمعنى التقزز، لا بمعنى التحريم، "فلا يقربنا في المسجد"، لا يأتينا في المسجد؛ وذلك لأنه سيؤذي المصلين بالرائحة الكريهة، وهذا فيمن أكل ذلك نيئا، فأما من أكله بعد الإنضاج بالنار فلا منع فيه
وكرر النبي صلى الله عليه وسلم حديثه هذا ثلاث مرات؛ تأكيدا للتحذير والنهي، والتشنيع على من يفعل ذلك
وفي الحديث إكرام القبلة وتنزيهها