باب فى التولى يوم الزحف
حدثنا محمد بن هشام المصرى حدثنا بشر بن المفضل حدثنا داود عن أبى نضرة عن أبى سعيد قال نزلت فى يوم بدر (ومن يولهم يومئذ دبره )
غزوَةُ بَدْرٍ لها فَضْلٌ عظيمٌ؛ فبِها فَرَّق اللهُ عزَّ وجلَّ بينَ الحقِّ والباطِلِ، فكانَت نَصْرًا مِن اللهِ للمُسلِمين وبِدايةَ تَمكينٍ منه سبحانه وتعالى لهم، وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو سَعيدٍ رضِيَ اللهُ عنه: "نزَلَتْ"، أي: تِلك الآيَةُ في سورَةِ الأنفالِ "في يومِ بدْرٍ"، في يومِ مَعركَةِ بدْرٍ فما في الآيَةِ مِن أمْرٍ أو نَهْيٍ إلَّا مُتعلِّقٌ بيَومِ بدْرٍ، ثمَّ ساق الصَّحابيُّ أبو سعيدٍ رَضِي اللهُ عَنه جزءًا مِن الآيَةِ؛ وهي: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ}؛ يومَ لِقائِهم في المعركَةِ {دُبُرَهُ}؛ ظَهرَه، وتَتِمَّةُ الآيَةِ: {إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ}؛ كخَدِيعةٍ في الحَرْبِ، {أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}؛ يَذهَبُ إلى فِئةٍ أُخرى مِن المسلِمين في ساحَةِ المعركَةِ يُعاوِنُهم ويُعاوِنوه، {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 16]