باب فى الحجامة
حدثنا محمد بن الوزير الدمشقى حدثنا يحيى - يعنى ابن حسان - حدثنا عبد الرحمن بن أبى الموالى حدثنا فائد مولى عبيد الله بن على بن أبى رافع عن مولاه عبيد الله بن على بن أبى رافع عن جدته سلمى خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت ما كان أحد يشتكى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعا فى رأسه إلا قال « احتجم ». ولا وجعا فى رجليه إلا قال « اخضبهما ».
الحجامة هي إخراج بعض الدم من الجسم، عن طريق تشريط موضع الوجع، ثم مص هذا الدم بعد تجميعه بواسطة محجم، وهو أداة تشبه القمع أو الكأس، وهي علاج لكثير من الأوجاع
وفي هذا الحديث تقول سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كان أحد"، أي: على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام "يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه"، أي: يشتكي ألما؛ مثل الصداع أو غيره مما يأتي بسبب تجمع الدم في العروق، "إلا قال" النبي صلى الله عليه وسلم للمشتكي رأسه: "احتجم"؛ وذلك لتفريغ الرأس من هذا الدم الفاسد، أو لإخراج بعض الدم المحتبس والهائج، "ولا وجعا في رجليه"، أي: ولا يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يشتكي وجعا في رجليه؛ كحرارة وما شابه، إلا قال النبي صلى الله عليه وسلم للمشتكي رجله: "اخضبهما"، أي: اصبغهما بالحناء؛ وذلك لما فيها من المنافع التي تفيد الأرجل؛ كإخراج البرودة وغيرها، وهذا الخضاب للرجال والنساء، إلا أن الرجل يحني ويخضب كف قدمه فقط، ويتجنب صبغ الأظفار؛ لتجنب التشبه بالنساء ما أمكن
وفي الحديث: الحث على التداوي من الأمراض والأوجاع
وفيه: فضل التداوي بالحجامة، والاختضاب