باب فى الطاعة
حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن بشر بن عاصم عن عقبة بن مالك من رهطه قال بعث النبى -صلى الله عليه وسلم- سرية فسلحت رجلا منهم سيفا فلما رجع قال لو رأيت ما لامنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمرى أن تجعلوا مكانه من يمضى لأمرى ».
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَبعَث السَّرايا فيُوصِيهم ويُعلِّمُهم، ويَأمُرُهم بتَقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، فإذا أراد أنْ يَنطَلِقوا جعَل عليهم أميرًا ودعا لهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُقبةُ بنُ مالِكٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "بعَث"، أي: أرسَلَ، "سَريَّةً"، السَّريَّةُ: هي مجموعَةٌ قليلَةٌ مِن الجُنودِ وجزءٌ صَغيرٌ مِن الجيْشِ، "فسَلَّحتُ رجلًا مِنهم سَيفًا"، أي: أعطيْتُ رجلًا سَيْفًا سِلاحًا له، "فلمَّا رجَع"، أي: فلمَّا رجعَتِ السَّريَّةُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "قال: لو رأيتَ ما لامَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: وقال الرَّجل نادِمًا حزينًا: لو رأيتَ كيف عتَب علينا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ولامَنا لوْمًا شديدًا، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أعَجَزْتُم"، أي: ما قَدَرْتُم وما استَطعْتُم، "إذ بَعثْتُ رجلًا مِنكم"، أي: أرسَلْتُ رَجُلًا منكم معَكم أميرًا عليكم، "فلم يَمْضِ لأَمْري"، أي: فلم يُطِعْني ويُنفِّذْ أوامِري، "أنْ تَجعَلوا مَكانَه"، أي: مكانَ هذا الرَّجُلِ الَّذي عصَى أمرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "مَن يَمْضِي لأَمْري؟"، أي: مَن يُطيعُني ويُنفِّذُ أوامري ويَفعَلُ ما أمَرتُ به؟!
وفي الحديثِ: الأمرُ بطاعَةِ أوامِرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم