باب فى الطيرة
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبى -صلى الله عليه وسلم- كان لا يتطير من شىء وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه فإذا أعجبه اسمه فرح به ورئى بشر ذلك فى وجهه وإن كره اسمه رئى كراهية ذلك فى وجهه وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح بها ورئى بشر ذلك فى وجهه وإن كره اسمها رئى كراهية ذلك فى وجهه.
الطيرة والتشاؤم من سوء الظن بالله تعالى، والفأل من حسن الظن بالله، والعبد مأمور بحسن الظن بربه في كل حال، وفي هذا الحديث بيان لبعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، حيث كان صلى الله عليه وسلم لا يتطير من شيء، أي: إذا أراد فعل شيء لا يتطير كما يتطير الناس، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورئي بشر ذلك في وجهه، أي: ظهر أثر البشاشة والانبساط في وجهه صلى الله عليه وسلم، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه، ليس تشاؤما وتطيرا، وإنما طلبا للفأل الحسن، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه، وفي ذلك كله إرشاد إلى اختيار الأسماء الحسنة في كل شيء؛ كالأولاد ذكورا وإناثا، حتى الأماكن، فنختار لها الاسم الحسن ونبعد عن القبيح