باب فى العفو والتجاوز فى الأمر
حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله - يعنى ابن الزبير - فى قوله ( خذ العفو) قال أمر نبى الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الخير لأمته ويرشدهم لما فيه النفع والخير، وقد أمره الله عز وجل بأن يقبل من الناس ما سمحت به أنفسهم، وما كان في استطاعتهم بلا مشقة، وأن ييسر ويسهل عليهم
وفي هذا الحديث يقول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في قوله: {خذ العفو} [الأعراف: 199]: "أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس"، والمعنى: أن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل من الناس السهل اليسير ولا يشق عليهم، وكذلك يقبل منهم ما سمحت به أخلاقهم وقلوبهم وأنفسهم من الأعمال كلها، مثل الصلاة والزكاة، وما أتى منهم من غير كلفة
وقد نزلت الآية قبل فرض الزكاة فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل من الناس المتبقي من أموالهم وما يسمحون به دون المشقة عليهم
وفي الحديث: الأمر بالتخفيف على الناس وعدم المشقة عليهم