باب فى فضل القعود فى المسجد
حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عثمان بن أبى العاتكة الأزدى عن عمير بن هانئ العنسى عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من أتى المسجد لشىء فهو حظه ».
الأعمال مبناها على النيات، فمن نوى خيرا فأجره له وإن لم يعمله، ومن نوى شرا فوزر ذلك عليه، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى المسجد لشيء"، أي: من قصده في صلاة أو عبادة أو اعتكاف أو ما أشبه ذلك، أو قصده لغير العبادة، "فهو حظه"، أي: قدر ما سيجازى به من الأجر؛ فالمساجد يأتيها الناس ولا يعلم ما في نياتهم إلا الله عز وجل؛ فمن جاء للعبادة كالصلاة والذكر وطلب العلم، كان له أجر ذلك، ومن جاء لغيرها فأجره ما حصل عليه وناله في ذهابه هذا، وليس له في ذلك أجر، وهذا تحريض من النبي صلى الله عليه وسلم على إحسان النيات وجعلها دائما لله؛ حتى ينال بها صاحبها على ما قدر له من الأجر
وفي الحديث: الإرشاد إلى إخلاص النية لله عند الذهاب إلى المسجد
وفيه: بيان أن الجزاء من جنس العمل، وأن كل إنسان يحصد ما نواه وقصده