باب فى قتل الأسير صبرا

باب فى قتل الأسير صبرا

حدثنا على بن الحسين الرقى قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقى قال أخبرنى عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبى أنيسة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال أراد الضحاك بن قيس أن يستعمل مسروقا فقال له عمارة بن عقبة أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان فقال له مسروق حدثنا عبد الله بن مسعود - وكان فى أنفسنا موثوق الحديث - أن النبى -صلى الله عليه وسلم- لما أراد قتل أبيك قال من للصبية قال « النار ». فقد رضيت لك ما رضى لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قتل الصبر أن يمسك بحي ثم يرمى بشيء حتى يموت ، وأصل الصبر الحبس كذا في مختصر النهاية 

( أراد الضحاك بن قيس ) : أي ابن خالد الفهري الأمير المشهور شهد فتح  دمشق وتغلب عليها بعد موت يزيد ودعا إلى البيعة وعسكر بظاهرها ، فالتقاه مروان بمرج راهط سنة أربع وستين فقتل كذا في الخلاصة ( أن يستعمل مسروقا ) : أي أن يجعله عاملا ( فقال له عمارة بن عقبة ) : أي ابن أبي معيط بمهملتين مصغرا 

وعقبة هذا هو الأشقى الذي ألقى سلا الجزور على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة ( من بقايا قتلة عثمان ) : جمع قاتل ( وكان ) : أي عبد الله بن مسعود ( لما أراد قتل أبيك ) : الخطاب لعمارة بن عقبة ، وهذا هو محل ترجمة الباب ، لأن عقبة قتل صبرا ، صرح به الحافظ في الفتح ( قال ) : أي أبوك عقبة بن أبي معيط ( من للصبية ) : بكسر الصاد وسكون الموحدة جمع صبي ، والمعنى من يكفل بصبياني ويتصدى لتربيتهم وحفظهم وأنت تقتل كافلهم ( قال ) : أي النبي صلى الله عليه وسلم ( النار ) : يحتمل وجهين أحدهما أي يكون النار عبارة عن الضياع يعني إن صلحت النار أن تكون كافلة فهي هي ، وثانيهما أن الجواب من الأسلوب الحكيم أي لك النار ، والمعنى اهتم بشأن نفسك وما هيئ لك من النار ودع عنك أمر الصبية فإن كافلهم هو الله تعالى ، وهذا هو الوجه 

ذكره الطيبي 

قال القاري : والأظهر أن الأول هو الوجه فإنه لو أريد هذا المعنى لقال الله بدل النار ( فقد رضيت لك . . . إلخ ) : كأن مسروقا طعن عمارة في مقابلة طعنه إياه مكافأة له 

والحديث سكت عنه المنذري