باب في التوقيت في تقليم الأظفار وأخذ الشارب1
سنن الترمذى
حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا صدقة بن موسى أبو محمد صاحب الدقيق قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه وقت لهم في كل أربعين ليلة تقليم الأظفار، وأخذ الشارب، وحلق العانة»
اهتَمَّ الإسْلامُ بنَظافَةِ المسلِمِ وهيْئتِه الظَّاهرَةِ والباطِنَةِ، وحثَّ على ذلك؛ فيَنبغي للمسلِمِ أن يَهتمَّ بهذا.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "وَقَّتَ" من التَّوقيتِ؛ أن يُجعَلَ للشَّيءِ وقْتٌ يَختصُّ بهِ، وهو بيانُ مِقدارِ المدَّةِ، "لنا"، أي: لجَميعِ المسلِمين في كلِّ زمانٍ، وليس خاصًّا بالصَّحابَةِ رضِيَ اللهُ عنهم، "رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حلْقَ العانَةِ"، أي: في حلْقِها؛ والمرادُ بالعانَةِ الشَّعرُ الخشِنُ الَّذي يَكونُ فوْقَ الفرْجِ وحوالَيْهِ من الرَّجلِ والمرأَةِ، "وتقْليمَ الأظْفارِ"؛ وهو قطْعُ ما طال منها عن اللَّحْمِ، ويكونُ ذلك بكلِّ شيءٍ من الآلاتِ الَّتي يُزالُ ويُقطَعُ بها؛ كالمقَصِّ ونحوِه، "وقَصَّ الشَّارِبِ"، أي: قَصَّ ما طالَ منه على الشَّفَةِ أو إحْفاءَه وجَزَّه، "ونتْفَ الإبِطِ" وفي معناه الحَلْقُ، "أربَعين يومًا مرَّةً" واحدَةً؛ وهذا بيانٌ لأكثَرِ المدَّةِ؛ قيل: والأفضَلُ أن يكون ذلك كلَّ جُمعَةٍ، أو لا تَحديدَ فيه، بل كلَّما كَثُرَ أزالَه، وهذا يَختلِفُ باختِلافِ النَّاسِ.