باب في حسن صحبة الأنصار
بطاقات دعوية
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي في سفر فكان يخدمني فقلت له لا تفعل فقال إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا آليت أن لا أصحب أحدا منهم إلا خدمته. (وزاد في رواية:) وكان جرير أكبر من أنس. (م 7/ 176
أحَبَّ الصَّحابةُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُبًّا شَديدًا، وأحَبُّوا مَن أحَبَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقامَ على خِدمَتِه وقَضاءِ حَوائِجِه، وضَرَبوا في ذلك أروَعَ الأمثِلةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ جَريرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه حُبَّه لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولِلأنصارِ؛ لِمَا كانوا يَفعَلونَه مِن خِدمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فيَذكُرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رافَقَ جَريرَ بنَ عَبدِ اللهِ البَجَليَّ رَضيَ اللهُ عنه في السَّفَرِ، فكانَ جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه يُبادِرُ إلى خِدمةِ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه على الرَّغمِ مِن أنَّه كان أكبَرَ مِنه سِنًّا.
ويُبيِّنُ جَريرٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ ذلك لِمَا كانَ يَفعَلُه الأنصارُ مِن خِدمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فلَمَّا رأى ما فَعَلَه الأنصارُ مِن خِدمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَ على نَفْسِه عَهدًا ألَّا يَجِدَ أحَدًا مِنَ الأنصارِ إلَّا خَدَمَه؛ جَزاءً لِخِدمَتِهمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: فَضلُ الأنصارِ، وفَضلُ جَريرٍ، وتَواضُعُه ومَحبَّتُه لِلرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.