باب في حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - وعظمه وورود أمته 3
بطاقات دعوية
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن أمامكم حوضا كما بين (5) جرباء وأذرح. وفي رواية: "حوضي". وفي رواية: قال عبيد الله: فسألته - يعني نافعا - فقال قريتين بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال (6). وفي رواية: ثلاثة أيام. (م 7/ 69
الحوْضُ مَجمَعُ ماءٍ عظيمٌ يَرِدُهُ المُؤمِنون في عَرَصاتِ القِيامةِ، وهو مِن فضْلِ اللهِ الذي أعطاهُ لنَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ زِيادةً في إكرامِهِ ولُطفِه به وبأُمَّتِه.
وفي هذا الحَديثِ يُبَيِّنُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَعةَ هذا الحَوضِ وعَظَمتَه؛ فيَقولُ: «حَوْضي» سَعَتُه «مَسيرةُ شهْرٍ»، يعني مِقدارُ ما يَسيرُ المسافرُ شهْرًا كاملًا، وماؤُه أشدُّ بَياضًا مِن اللَّبنِ، ورِيحُه أحْلى رائحةً وأجمَلُ طِيبًا مِن رائحةِ المِسكِ -وهو من أفضَلِ أنواعِ العُطورِ-، وكِيزانُه -وهي الأكوابُ الموضوعةُ على جانبَيْه- عَدَدُ نُجومِ السَّماءِ، وهذا بيانٌ لكَثرتِها، مَن شَرِب مِن ذلك الحوضِ فإنَّه يَشعُرُ بالرِّيِّ الأبديِّ، فيَنقطِعُ عنه الظَّمأُ -وهو العَطَشُ- إلى الأبَدِ.
وفي الحَديثِ: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بعضِ الغيْبِ، وهو مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ.