باب في صلاة النافلة قاعدا 3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو مروان العثماني، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن عروة، عن أبيهعن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في شيء من صلاة الليل إلا قائما، حتى دخل في السن فجعل يصلي جالسا، حتى إذا بقي عليه من قراءته أربعون آية، أو ثلاثون آية، قام فقرأها وسجد (1).
كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعْبَدَ الناسِ لربِّه جلَّ وعلَا؛ وكان حَريصًا على قِيامِ اللَّيلِ، حتى إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَترُكْهُ في سَفَرٍ ولا حَضَرٍ، وحافَظَ عليه حتى كَبِرتْ سِنُّه في آخِرِ حَياتِه الشَّريفةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ أُمُّ المؤمنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها لم تَرَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي قِيامَ اللَّيلِ وهو جالسٌ قَطُّ حتى كَبِرَ في السِّنِّ، فلمَّا كَبِرَتْ سِنُّه بدَأَ يَقومُ اللَّيلِ قاعدًا، فكان يَقرَأُ وهو جالِسٌ ما فَتَحَ اللهُ عليه مِن القرآنِ، فإذا أرادَ أنْ يَركَعَ قام فاستكمَلَ قِراءتَه قائمًا، فيَقرَأُ وهو قائِمٌ مِقدارَ ثلاثينَ أو أربعينَ آيةً، ثمَّ يَركَعُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: حِرْصُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قِيامِ اللَّيلِ، ومُواظبتُه في ذلك، حتَّى عندَما كَبِرَتْ سِنُّه.
وفيه: مَشروعيَّةُ جُلوسِ المُتطوِّعِ في الصَّلاةِ، والقِراءةِ وهو جالسٌ مع قُدرتِه على القِيامِ.
وفيه: أنَّ السُّنَّةَ تَطويلُ القِراءةِ في صَلاةِ اللَّيلِ.