باب: في قوله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين}2
بطاقات دعوية
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر. (م 8/ 132)
لِلقيامةِ عَلاماتٌ دالَّةٌ عليها؛ مِنها عَلاماتٌ صُغرى ومنها عَلاماتٌ كُبرى
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه بعَلاماتٍ ظهَرَتْ وانتهَتْ، فقال: «خَمسٌ قد مَضَيْنَ»، يعني: ظَهَرْنَ في الزَّمانِ الماضي؛
أوَّلُها الدُّخَانُ، ويقصِدُ بذلك قولَه تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، وهو ما حدَثَ لِكفَّارِ قُريْشٍ بِسببِ القَحطِ
والعَلامةُ الثَّانيةُ: القَمرُ، يَقْصِدُ: انْشقاقَه، وقد ورد في قَولِ اللهِ تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]، والعلامةُ الثَّالثةُ: الرُّومُ، يعني: انتصارَ الرُّومِ على الفُرْسِ، وهو المقصودُ في قولِه تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم: 2- 3]
والعَلامةُ الرَّابعةُ: البطْشَةُ، وهي القَتلُ الَّذي حلَّ بِالمشركينَ يومَ بدرٍ، والعلامةُ الخامِسةُ: اللِّزامُ المذكورُ في قَولِه تعالَى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77]، وهو الأَسْرُ والهَلَكةُ اللَّذانِ حلَّا بِقريشٍ في بَدْرٍ أيضًا، وقيل: هو القَحْطُ
وعلى تفسيرِ البَطشةِ واللِّزامِ بيَومِ بَدرٍ يكونُ المعدودُ في الحقيقةِ أربعًا، ويحتاجُ إلى بيانِ الخامِسِ، وتفسيرُه بما سيقَعُ بيومِ القيامةِ فيه شيءٌ؛ لأنَّ مُرادَه تفسيرُ خمسٍ مَضَينَ، وما سيكونُ يومَ القيامةِ فهو مُستقبَلٌ لا ماضٍ، ولكِنْ قد يجابُ بأنَّه لتحقُّقِ وقوعِه عُدَّ ماضيًا كأنَّه وقع حقيقةً