باب في وقت صلاة العصر
حدثنا محمد بن المثنى، حدثني محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، حدثني عمرو بن أبي حكيم قال: سمعت الزبرقان يحدث، عن عروة بن الزبير، عن زيد بن ثابت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، فنزلت {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} [البقرة: 238] وقال: «إن قبلها صلاتين، وبعدها صلاتين»
الصلاة عماد الدين، وأعظم أركان الإسلام العملية، وهي صلة بين العبد وربه، والمحافظة عليها من أجل شعائر الدين، ومن أعظم صفات الصالحين
وفي هذا الحديث يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة"، أي: في وقت شدة الحر عند انتصاف النهار وفي أول وقتها، "ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها"، أي: كانت صلاة الظهر في الحر ثقيلة وشديدة على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، "فنزلت: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} [البقرة: 238]"، وهذا أمر بالحفاظ على الصلوات كلها، ولو كانت شديدة عليكم
وقال: "إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين"، أي: قبلها صلاتان في الليل وبعدها صلاتان في النهار
وقد فهم بعض العلماء من هذا الحديث أن الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر؛ لأن الآية نزلت بسبب تثاقل البعض عن صلاة الظهر لشدتها، فكأن الله حث عليها، وفضلها بأن جعلها الوسطى الموصى بها؛ لأنها توسطت النهار، وفي هذا اختلاف واسع بين العلماء بحسب الروايات الواردة في تحديد الصلاة الوسطى
وفي الحديث: الحث على المحافظة على صلاة الظهر في أول وقتها