باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد قال جلسنا لعبد الله بن عمر فخرج إلينا فجلس فقال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله ومن خاصم فى باطل وهو يعلمه لم يزل فى سخط الله حتى ينزع عنه ومن قال فى مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ».
من استخدم نعم الله عز وجل في الباطل، فقد عرض نفسه لعقوبة شديدة، وفي هذا الحديث يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فيقول: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله"، أي: من استخدم وساطته في تعطيل إقامة حد من حدود الله، "فقد ضاد الله"، أي: خالف أمر الله
"ومن خاصم في باطل وهو يعلمه"، أي: جادل في أمر يعلم أنه غير حق، "لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه"، أي: في غضب من الله حتى يترك هذه المخاصمة
"ومن قال في مؤمن ما ليس فيه"، أي: افترى عليه وذمه بالكذب، "أسكنه الله ردغة الخبال"، والردغة: الوحل الكثير، والخبال: الفاسد، والمراد: أن الله يعذبه بعصارة أهل النار وصديدهم، "حتى يخرج مما قال"؛ وذلك بأن يتوب ويستحل ممن قال فيه ذلك