باب كيف الرقى
حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب قال قال أنس - يعنى - لثابت ألا أرقيك برقية رسول الله قال بلى. قال فقال « اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافى لا شافى إلا أنت اشفه شفاء لا يغادر سقما »
كان من هديه صلى الله عليه وسلم العلاج بالرقية، فكان صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه إذا مرض، وكذا يرقي من اشتكى من أهله ومن غيرهم
وفي هذا الحديث تخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب يزور مريضا أو إذا جيء إليه بمريض، وفي رواية عند البخاري: «كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى» يدعو له ويقول: «أذهب البأس رب الناس»، أي: أذهب المرض والشدة يا خالق الناس ورازقهم ومدبر شؤونهم، «واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك»، أي: أكرر الدعاء لك بشفائه، وأنت وحدك القادر عليه، فالشفاء الحقيقي من عند الله سبحانه وتعالى، وتدبير الطبيب ونفع الدواء لا يؤثر في المريض إذا لم يقدر الله تعالى الشفاء، «شفاء لا يغادر سقما»، أي: شفاء مطلقا لا يترك أي مرض أو أثر له، وفائدة التقييد بذلك أنه قد يحصل الشفاء ويبقى من الألم بقية، أو أنه قد يتولد عن ذلك المرض مرض آخر
وفي الحديث: إشارة إلى أن الدواء والتداوي ينفع إن صادف تقدير الله تعالى، وإلا فلا ينجع
وفيه: الترغيب لمن يزور المريض أن يدعو له بهذا الدعاء المبارك المأثور