‌‌باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام

حدثنا ابن أبي عمر، وأبو عمار، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام»،: وفي الباب عن علي، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وجابر، وابن عباس، وحذيفة، وأنس، وأبي أمامة، وأبي ذر قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «جعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا»،: " حديث أبي سعيد قد روي عن عبد العزيز بن محمد روايتين: منهم من ذكره عن أبي سعيد، ومنهم من لم يذكره، وهذا حديث فيه اضطراب "، روى سفيان الثوري، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، ورواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه محمد بن إسحاق، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، قال: «وكان عامة روايته عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه عن أبي سعيد، وكأن رواية الثوري، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت وأصح»
‌‌

الصَّلاةُ من أعظمِ العِباداتِ التي شرَعَها اللهُ سُبحانه وتَعالى لعِبادِه، وهي حبْلٌ متَّصِلٌ بين العبْدِ ورَبِّه، وقد خص الله تعالى أمة نبيه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم بأنْ جَعَلَ لها الأرضَ كلّها مَسجِدًا إلَّا بعضَ الأماكِن يُنْهى عنِ الصَّلاةِ فيها. وفي هذا الحَديثِ يبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ذلك فيقولُ: "الأرضُ كلُّها مسْجِدٌ"، أي: تَجوزُ الصَّلاةُ في أيِّ موضعٍ من الأرضِ؛ فأيُّما مُسلِمٍ أدرَكَتْه الصَّلاةُ فلْيُصلِّ في أيِّ مكانٍ منها، "إلَّا الحَمَّامَ"؛ والمرادُ بالحمام: هو المَكانُ الَّذي يُستحَمُّ فيهِ؛ وذلك لأنَّه مَكانٌ تكثُرُ فيه النجاساتُ، وقيل: لأنَّه مَأوَى الشَّيطانِ، "والمَقْبرَةَ"؛ وهي المَكانُ الَّذي يُدفَنُ فيهِ المَوْتى؛ وذلك لأنَّها غالبًا ما تكونُ نَجِسةً لاختِلاطِها بصديدِ الموتَى وما يَخرُجُ منهم. قيل: إنَّ النَّهيَ عن الصَّلاةِ في المقبرةِ لا تَدخُلُ فيه الصَّلاةُ على الميِّتِ في المقبرةِ؛ فإنَّ هذا لا بأسَ به.
وفي الحَديثِ: عدَمُ اختِصاصِ صَلاةِ الجَماعةِ بوُجودِ مسْجِدٍ في المَكانِ؛ فحيْثُما أدْركَتِ المُسلِمَ الصَّلاةُ فلْيُصلِّ، وإنْ لم يكُن مَسْجدٌ بهذا المكانِ.