باب ما جاء أن الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن
سنن الترمذى
حدثنا هناد قال: حدثنا أبو الأحوص، وأبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين»، وفي الباب عن عائشة، وسهل بن سعد، وعقبة بن عامر، حديث أبي هريرة رواه سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وغير واحد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى أسباط بن محمد، عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى نافع بن سليمان، عن محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث، وسمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي صالح، عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح، عن عائشة. وسمعت محمدا يقول: «حديث أبي صالح، عن عائشة أصح»، وذكر عن علي بن المديني «أنه لم يثبت حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، ولا حديث أبي صالح، عن عائشة في هذا»
الإمامَةُ في الصَّلاةِ مِنَ المُهِمَّاتِ الرَّئيسةِ في المجتمَعِ المسلِمِ، ويَرتَبِطُ بذِكْرِها مَن يَقومُ بالأَذانِ وهو المؤذِّنُ؛ فهو المُعْلِمُ بوقتِ دُخولِ الصَّلاةِ المنبِّهُ عليه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "الإمامُ" في الصَّلاةِ "ضامِنٌ"؛ فهو يَحفَظُ للمُصلِّينَ الصَّلاةَ فتَكون صلاتُهم تامَّةً، "والمؤذِّنُ مُؤتمَنٌ" على الصَّلاةِ، ووَقتِها؛ فهُو يُنبِّهُ النَّاسَ على وقتِ الصَّلاةِ ووقتِ صِيامِهم وإفطارِهم.
ثمَّ دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَهُما، فقال: "اللَّهمَّ أرشِدِ الأئمَّةَ"؛ بأَن يَهتَدُوا إلى الصَّوابِ؛ لِمَا علَيهِم مِن مَسؤوليَّةٍ عَنِ الغَيرِ، "واغفِرْ للمُؤذِّنينَ"؛ بأَن يتَجاوَزَ عَنهم ما حدَث مِنْهم مِن تَقصيرٍ.
وفي الحديثِ: بيانٌ لفَضلِ مَن يَقومُ بالإمامةِ والأَذانِ.