باب ما جاء أن للنار نفسين، وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد7
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا الحسن بن ذكوان، عن أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون جهنميون»: " هذا حديث حسن صحيح، وأبو رجاء العطاردي اسمه: عمران بن تيم، ويقال: ابن ملحان "
أعطَى اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم منزلةً رَفيعةً، ومِن ذلك مَقامُ الشَّفاعةِ لأمَّتِه، وشَفاعتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنواعٌ، ومنها الشفاعةِ في خروج بعضِ المُسلِمينَ من النارِ بَعدَما دخُلوها، كما يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ عَن بعضِ مَن سيَشفَعُ لهم، فيقولُ: "لَيَخرُجَنَّ قومٌ مِن أمَّتي مِن النَّارِ"، أي: يُخرِجُهم اللهُ عزَّ وجلَّ مِن النَّارِ ويُدخِلُهم الجنَّةَ، "بشَفاعتي"، أي: إنَّ شَفاعةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم تكونُ سَببًا في خُروجِهم منها، "يُسمَّون: جَهنَّميُّون"، وهو نِسبةٌ إلى جَهنَّمَ: وهم أناسٌ مِن المسلِمين قد أصابوا ذُنوبًا يُدخِلُهم اللهُ بها النَّارَ فيَخرُجون منها؛ إمَّا لوفاءِ حِسابِهم وعُقوبتِهم، أو تُصيبُهم شفاعةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وهذا مِن فضلِ اللهِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ، وكَرامتِه على ربِّه سبحانَه وتعالى، وقد ورَد أنَّ أهلَ الجنَّةِ يقولون: "هؤلاء الجَهَنَّميُّون، فيقولُ اللهُ: هؤلاءِ عُتقاءُ اللهِ"، وورَد أيضًا أنَّهم يَدْعون اللهَ أن يُذهِبَ عنهم هذه التَّسميَةَ فيُعافيهم منها.