‌‌باب ما جاء أنه يصليهما في البيت2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء أنه يصليهما في البيت2

حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " عشر ركعات كان يصليها بالليل والنهار: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء الآخرة ". قال: وحدثتني حفصة: «أنه كان يصلي قبل الفجر ركعتين». هذا حديث حسن صحيح.
‌‌

كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم يَحرِصون كلَّ الحِرْصِ على الأخْذِ مِن سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وتَعليمِها لِمَن بعدَهم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عنهما: "حَفِظتُ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَشْرَ رَكَعاتٍ كان يُصلِّيها باللَّيلِ والنَّهارِ"، أي: مِن السُّننِ الرَّواتبِ غيرِ الفَريضةِ، وتُعرَفُ بالتَّطوُّعِ، "رَكعتَينِ قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتَينِ بعدَها، ورَكعتَينِ بعدَ المغربِ ورَكعتَين بعدَ العشاءِ الآخِرةِ"، وذلك ثَماني ركعاتٍ، وقولُه: "الآخرةِ"؛ تمييزًا لها عن المغرِبِ؛ لأنَّهم كانوا يُطلِقون على المغرِبِ صلاةَ العشاء.
وفي روايةٍ: أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يَجعَلُ ركعتَي المغربِ والعشاءِ في بيتِه.
قال ابنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عنهما: "وحدَّثَتْني حَفصةُ"، أي: زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وكانت شَقيقةَ ابنِ عُمرَ رَضِي اللهُ عنهم: "أنَّه"، أي: النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "كان يُصلِّي قبلَ الفجرِ ركعتَين"، فتمَّت عشرُ ركعاتٍ.
وفي صَحيحِ مسلمٍ أنَّ عائشةَ رَضِي اللهُ عنها عندَما سُئِلَت عن تَطوُّعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قالت: "كان يُصلِّي في بَيتي قبلَ الظُّهرِ أربَعًا، ثمَّ يَخرُجُ فيُصلِّي بالنَّاسِ، ثمَّ يَدخُلُ فيصلِّي ركعتَينقيل: إنَّ الحديثَين يُحمَلان على أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان تارةً يُصلِّي أربعًا، وتارةً يُصلِّي اثنتَين قبلَ الظُّهرِ، فيكونُ المسلِمُ مُخيَّرًا بينَ الرَّكعَتَين أو الأربَعِ.