‌‌باب ما جاء عاشوراء أي يوم هو2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء عاشوراء أي يوم هو2

حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عباس قال: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم عاشر»: «حديث ابن عباس حسن صحيح» واختلف أهل العلم في يوم عاشوراء فقال بعضهم: يوم التاسع، وقال بعضهم: يوم العاشر "، وروي عن ابن عباس أنه قال: «صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود»، «وبهذا الحديث يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق»
‌‌

يومُ عاشوراءَ من الأيامِ الفاضلةِ التي امتنَّ اللهُ فيها على نبيِّه موسى عليه السَّلامُ ونجَّاه مِن فِرعونَ وجُندِه، وقد صامَه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم شُكرًا للهِ تعالى، وأمَر بصِيامِه، كما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أمَرَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بصومِ عاشوراءَ؛ يومِ العاشرِ" وهو يومُ العاشرِ من شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ، وقد روَى ابنُ عبَّاسٍ أيضًا أنَّ السُّنَّةَ أنْ يصومَ المُسلِمُ اليومَ التَّاسعَ معه؛ مُخالفةً لليهودِ، كما في صحيحِ مُسلمٍ: "حين صام رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ عاشوراءَ وأمَرَ بصيامِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه يومٌ تُعظِّمُه اليهودُ والنَّصارى؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فإذا كان العامُ المُقبِلُ إنْ شاء اللهُ صُمْنا اليومَ التَّاسعَ»، قال: فلم يأتِ العامُ المُقبِلُ حتَّى تُوفِّيَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"؛ فيُشرَعُ للمُسلِمينَ صَومُه وصَومُ التَّاسعِ معه مخالفةً لليهودِ، وقد ثبَت في صحيحِ مُسلِمٍ: أنَّ صِيامَه يُكفِّرُ ذُنوبَ سَنَةٍ قَبْلَه.