باب ما جاء فى المحاربة
حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنى عمرو عن سعيد بن أبى هلال عن أبى الزناد عن عبد الله بن عبيد الله - قال أحمد هو يعنى عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب - عن ابن عمر أن ناسا أغاروا على إبل النبى -صلى الله عليه وسلم- فاستاقوها وارتدوا عن الإسلام وقتلوا راعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا فبعث فى آثارهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. قال ونزلت فيهم آية المحاربة وهم الذين أخبر عنهم أنس بن مالك الحجاج حين سأله.
( أغاروا على إبل النبي صلى الله عليه وسلم ) : أي نهبوها ( مؤمنا ) : حال من راعي النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه يسار ( وسمل أعينهم ) : قال النووي : معنى سمل باللام فقأها وأذهب ما فيها ، ومعنى سمر كحلها بمسامير محمية ، وقيل هما بمعنى انتهى
قلت : رواية السمل لا يخالف رواية السمر لأن معنى السمل على ما قال الخطابي هو فقء العين بأي شيء كان ، فإذا سمل العين بالمسمار المحمي يصدق عليه السمل والسمر كلاهما كما لا يخفى ( وهم الذين أخبر عنهم أنس بن مالك إلخ ) : وأخرج ابن جرير عن يزيد ابن أبي حبيب أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يسأله عن هذه الآية ، فكتب إليه أنس يخبره أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر من العرنيين وهم من بجيلة
قال أنس : فارتدوا عن الإسلام وقتلوا الراعي واستاقوا الإبل وأخافوا السبيل وأصابوا الفرج الحرام ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عن القضاء فيمن حارب فقال من سرق وأخاف السبيل واستحل الفرج الحرام فاصلبه انتهى
قال المنذري : وأخرجه النسائي .