باب ما جاء فى تعظيم اليمين عند منبر النبى
حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا ابن نمير حدثنا هاشم بن هاشم أخبرنى عبد الله بن نسطاس من آل كثير بن الصلت أنه سمع جابر بن عبد الله قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « لا يحلف أحد عند منبرى هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار ». أو « وجبت له النار ».
اليمين الفاجرة تؤدي بصاحبها إلى المهالك؛ لأن بها تضيع الحقوق وتقطع الأرحام، ويحصل الظلم العظيم
وفي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحلف أحد عند منبري هذا"، أي: منبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي في المسجد النبوي، "على يمين آثمة"، أي: كاذبة فاجرة، وسميت آثمة؛ لأنه يأثم صاحبها، "ولو على سواك أخضر"، أي: عود أراك أخضر لا يباع بالثمن؛ لكثرة وجوده، ولأنه لا يستعمل إلا يابسا، وهذا للتحقير والتقليل من شأنه، "إلا تبوأ مقعده من النار- أو وجبت له النار-"، أي: كان جزاؤه أن وجبت له النار، وهذا للتهديد وبيان الوعيد الشديد؛ إلا أن يتوب عنها ويرجع قبل موته، وإن لم يتب منها فهو تحت مشيئة الله تعالى؛ إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه
وفي الحديث: بيان أن اليمين الكاذبة من الكبائر
وفيه: تعظيم منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان فضله وخصوصيته