باب ما جاء في أمان العبد والمرأة
سنن الترمذى
حدثنا يحيى بن أكثم قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المرأة لتأخذ للقوم»، يعني: تجير على المسلمين وفي الباب عن أم هانئ وهذا حديث حسن غريب وسألت محمدا، فقال: هذا حديث صحيح وكثير بن زيد قد سمع من الوليد بن رباح، والوليد بن رباح سمع من أبي هريرة وهو مقارب الحديث
كرَّمَتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ المرأةَ تكريمًا عظيمًا؛ حيثُ جَعَلت لها كِيانًا، بعدَ أنْ كانَتْ مَهدورةَ الكِيانِ في الجاهليَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ المرأةَ لَتَأخُذُ للقومِ"، أي: تأخُذُ المرأةُ الأمانَ للقومِ، ولِعَدِم وُضوحِ المقصودِ بأخذِ المرأةِ هنا؛ فسَّره فقال: "يَعْني: تُجيرُ على المسلِمين"، أي: المعنى الَّذي قُلنا: وهو الأمانُ، يُقالُ: أجَرتُ فُلانًا، أي: ساعَدتُه، ومنَعتُه مِن أذى عَدُوِّه، ونحوِ ذلك.
ومن ذلك: إجارَةُ زَينَبَ بِنتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيه وسلَّمَ زوجَها أبا العاصِ، فقالَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ألَا وإنَّه يُجيرُ عَلى المُسْلِمين أَدْناهُم"، وكذلك إجارةُ أمِّ هانئٍ بنتِ أبي طالبٍ لبَعضِ أحمائِها في فتحِ مكَّةَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لها: "أجَرْنا مَن أجَرتِ يا أمَّ هانئٍ".
وفي الحديثِ: أهمِّيَّةُ المرأةِ في المجتمَعِ، واعتِبارُ أقوالِها وأفعالِها.