باب ما جاء في التباغض
سنن الترمذى
حدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم» وفي الباب عن أنس، وسليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه: هذا حديث حسن وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع
في هذا الحديثِ بيانُ أنَّ الشَّيطانَ قد أَيِسَ أنْ يَعبُدَه المصلُّونَ في جَزيرةِ العَربِ؛ فإنَّه لا يَجتمِعُ في العَبدِ الصَّلاةُ وعِبادةُ الشَّيطانِ، وقَد يَئِسَ الشَّيطانُ مِن أَهلِ الإيمانِ أن يَعبُدوه لَمَّا رَأى كَثرَتَهم وَانتشارَهُم في البِلادِ فأَيِسَ أنْ يَنْتَكِسَ الأَمْرُ ويَعودَ كَما كان النَّاسُ مِنْ قَبلُ لِعِبادةِ الأَصنامِ ويُستَبدَلُ دِينُ الإسلامِ ويُهدَمُ منَ الأَساسِ، ويَستَمِرُّ الشِّركُ ويَظهَرُ، ولكِنْ في التَّحريشِ بَينَهم، أي: إنَّه لم يَيْأسْ منَ التَّحريشِ بَينهم، والمعنى أنَّه يُوقعُ بَينهُمُ الخُصوماتِ والشَّحناءَ، والحُروبَ والفِتَنَ ونَحوَها.