باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبد الله بن عثمان ولقبه عتيق4
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، والأعمش، وعبد الله بن صهبان، وابن أبي ليلى، وكثير النواء كلهم، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء، وإن أبا بكر، وعمر منهم وأنعما»: «هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن عطية عن أبي سعيد»
تَفاوَتُ أهلُ الجَنَّةِ في مَنازِلِهم تَفاوُتًا عظيمًا، كلٌّ حسَبَ فَضلِه وحَسناتِه، وعطاءِ اللهِ له.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن حالِ أهلِ الدَّرجاتِ العُلَى في الجنةِ، وأنَّ أبا بَكرٍ وعُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما مِن أصحابِ الدَّرجاتِ العلى في الجَنَّةِ، فيقولُ: "إنَّ أهْلَ الدَّرَجاتِ العُلى"، أي: أصحابَ الدَّرَجاتِ العُلْيا حِسِّيًّا ومعنَويًّا في الجنَّةِ، "لَيَراهم مَن تَحتَهم"، أي: ممَّن هو أدنى مرتَبةً مِنهم، وأسفَلُ مِنهم، "كما تَرَون النَّجمَ الطَّالِعَ في أُفُقِ السَّماءِ"، أي: ذلك بُعدُهم على مَن هو أدْنى مِنهم مَرتبةً، فكذلك المسافةُ بينَهم، "وإنَّ أبا بكرٍ وعُمرَ مِنهم"، أي: إنَّ أبا بَكرٍ وعُمرَ مِن أصحابِ الدَّرجاتِ العُلى الَّتي تلك صِفَتُهم، "وأنْعَمَا"، مِن (أنعم)، أي: زادَا فَضلًا على تِلك المرتبةِ والمنزلةِ، أو دخلًا في النَّعيم، وقيل: معناها: صارَا في هذا النَّعيمِ.
وفي الحديثِ: بيانُ تَفاوُتِ أهلِ الجنَّةِ في المنازِلِ.
وفيه: بيانُ فَضلِ أبي بكرٍ وعُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما على غيرِهما.