‌‌باب ما جاء في الحجر الأسود

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الحجر الأسود

حدثنا قتيبة قال: حدثنا جرير، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق»: هذا حديث حسن
‌‌

إنَّ اللهَ تعالى له مُطلَقُ القدْرةِ، ولا يُعجِزُه شيءٌ سبحانَه، وهو قادِرٌ على أنْ يبعَثَ في الجَماداتِ الحياةَ، ويجعَلَ لها بصَرًا ولِسانًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الحَجرِ"، أي: الحَجرِ الأسودِ الموجودِ في البيتِ الحرامِ، ومكانُه في الرُّكْنِ الجَنوبيِّ الشَّرقيِّ للكعبَةِ المشرَّفةِ مِن الخارِجِ، وهو في غِطاءٍ مِن الفِضَّةِ في أيَّامِنا هذه: "واللهِ ليَبعثنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ"، أي: ليجعَلنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ ظاهِرًا، ويَجعَلنَّ فيه حياةً، "له عَينان يُبصِرُ بهما"، أي: يُعطِيه اللهُ عينَين يُبصِرُ بهما مَن الْتمَسه، ومَن قبَّله، "ولِسانٌ يَنطِقُ به"، أي: يتَكلَّمُ به، "يَشهَدُ على مَن استلَمه بحقٍّ"، أي: أشار إليه أو قبَّله بحَقٍّ، والحقُّ ما كان يفعَلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالإخلاصِ والتَّعبُّدِ للهِ عزَّ وجلَّ، ولا يكونُ استِلامُه بقصْدِ الرِّياءِ، أو بتَعظيمٍ وتقديسٍ للحجَرِ نفْسِه.
وفي الحديثِ: بيانُ ما في الحجرِ مِن فضلٍ وخيرٍ لِمَن استَلمَه.