‌‌باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين

حدثنا هشام بن يونس الكوفي قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما»: وفي الباب عن أنس وهذا حديث حسن غريب
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يتعوَّذُ باللهِ مِن كلِّ سوءٍ وشرٍّ، ويُعلِّمُ أصحابَه الأدعيَةَ والرُّقى الشَّرعيَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو سعيدٍ رضِيَ اللهُ عَنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يتعوَّذُ مِن الجانِّ وعينِ الإنسانِ"، أي: يقولُ: أعوذُ باللهِ مِن الجانِّ، وعينِ الإنسانِ، وهو الحسَدُ، "حتَّى نزَلَتِ المعوِّذتان"، أي: أنزَل اللهُ تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، "فلمَّا نزَلَتا"، أي: سُورَتا الفَلقِ والنَّاسِ، "أخَذ بهما وترَك ما سِواهما"، أي: أصبَحتا تُغْنيانِه عن كلِّ لفظٍ كان يَستعيذُ به، وهما مُتضمِّنَتاه، والصَّحِيحُ أنَّ المُعوِّذَتينِ مِن السُّورِ المدنيَّةِ.
وفي الصَّحيحَينِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "كان إذا اشتَكى قرَأ على نفسِه بالمعوِّذتَين ويَنفُثُ، فلمَّا اشتدَّ وجَعُه كنتُ أقرَأُ عليه، وأمسَحُ عنه بيَدِه، رجاءَ برَكتِها".
وفي الحديثِ: فَضيلةُ سُورَتَيِ الفلَقِ والنَّاسِ في الاستعاذةِ مِن الجنِّ والحسَدِ والعينِ.