باب ما جاء في الساعة التي يستحب فيها القتال
سنن الترمذى
حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا عفان بن مسلم، والحجاج بن منهال، قالا: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن معقل بن يسار، أن عمر بن الخطاب بعث النعمان بن مقرن إلى الهرمزان - فذكر الحديث بطوله -، فقال النعمان بن مقرن: «شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر»: هذا حديث حسن صحيح. وعلقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أحسنَ الناسِ قيادةً لجُيوشِ أمَّتِه وأحسنَهم سياسةً، وهذا الحديثُ يُوضِّحُ بعضَ سياسته وتدابيرِه في الحَرْبِ، وفيه يَقولُ النُّعمانُ بنُ مُقرِّنٍ: "شَهِدتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم"، أي: في غَزوَتِه الَّتي خرَج لها، "إذا لم يُقاتِلْ مِن أوَّلِ النَّهارِ"، أي: إذا لم يبدَأِ القِتالَ والهُجومَ مِن أوَّلِ النَّهارِ عِندَ شُروقِ الشَّمسِ، "أخَّر القِتالَ حتَّى تَزولَ الشَّمسُ وتَهُبَّ الرِّياحُ، ويَنزِلَ النَّصرُ"، أي: انتَظَر حتَّى مُنتصَفِ النَّهارِ؛ حتَّى تَزولَ شِدَّةُ الحرِّ وتَهُبَّ الرِّياحُ وتُلطِّفَ الأجواءَ، ويَنزِلَ النَّصرُ مِن عندِ اللهِ، وذلك مِن بابِ الرِّفْقِ بالجيشِ والجُنودِ؛ حتَّى يَكونوا أكثرَ قُدرَةً على الحربِ في الجوِّ المعتدِلِ.