باب ما جاء في الطيرة1
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطيرة من الشرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل»: وفي الباب عن أبي هريرة، وحابس التميمي، وعائشة، وابن عمر، وسعد وهذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل وروى شعبة أيضا، عن سلمة هذا الحديث، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: «كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث، وما منا، ولكن الله يذهبه بالتوكل». قال سليمان: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود «وما منا»
الطِّيَرةُ هي التشاؤُمُ بالشيءِ وقد ذكَرَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في هذا الحديثِ ثلاثًا مُحذِّرًا مِنها، فقال: "الطِّيَرةُ شِركٌ الطِّيَرةُ شِركٌ .. ثلاثًا"، وإنَّما كانتِ الطِّيَرةُ شِركًا؛ لأنَّها من أعمالِ أهلِ الشِّركِ، ولأنَّها سوءُ ظنٍّ في اللهِ عزَّ وجلَّ.
وقولُه: (وما مِنَّا إلَّا)، أي: ما منَّا أحدٌ إلَّا يَعترِيه التطيُّرُ، ولكنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُذهب عنه هذا الفِعلَ الذي هو مِن شِيَمِ أهل الجاهلِيَّةِ بالتوكُّلِ على اللهِ وحْدَه، مع فِعلِ الأسبابِ ثم تَرْكِ الأمرِ للهِ سُبحانَه وهو يُقدِّره حيثُ شاءَ وكيفَما شاءَ.
وفي الحديثِ: الأمرُ بالتوكُّلِ على اللهِ وحدَه وتعلُّق القلبِ به سُبحانَه( ).