باب ما جاء في الطيرة2
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى ولا طيرة، وأحب الفأل»، قالوا: يا رسول الله، وما الفأل؟ قال: «الكلمة الطيبة»: هذا حديث حسن صحيح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعجِبُه الفَأْلُ الحسَنُ، ويَكرَهُ الطِّيَرةَ، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحديثِ، حيثُ يُخبرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يُعجِبُه"، أي: يَستَحسِنُ ويُفضِّلُ، "إذا خرَج لحاجةٍ"، أي: أيًّا كانت تلك الحاجةُ، "أن يَسمَعَ: يا راشِدُ"، أي: يا واجِدَ الطَّريقِ المُستقيمِ ومُرشِدًا إليه، "يا نَجيحُ"، أي: يا مَن ساعَدتَ على قَضاءِ الحاجةِ ونَجاحِها؛ فالفألُ الحسَنُ: يَشرَحُ الصَّدرَ ويُساعِدُ على انبِعاثِ الأمَلِ وعدَمِ اليأسِ وحُسنِ الظَّنِّ باللهِ عزَّ وجلَّ، وفي الصَّحيحَينِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: "أنا عِندَ ظنِّ عبدي بي"، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يَكرَهُ الطِّيَرةَ؛ لأنَّها مِنْ أعمالِ أهلِ الشِّركِ، ولأنَّها تَجلِبُ ظنَّ السَّوءِ باللهِ عزَّ وجلَّ.