باب ما جاء في الطيرة3
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا أبو عامر العقدي، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع: يا راشد، يا نجيح ": هذا حديث حسن صحيح غريب
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعجِبُه الفَأْلُ الحسَنُ، ويَكرَهُ الطِّيَرةَ، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحديثِ، حيثُ يُخبرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يُعجِبُه"، أي: يَستَحسِنُ ويُفضِّلُ، "إذا خرَج لحاجةٍ"، أي: أيًّا كانت تلك الحاجةُ، "أن يَسمَعَ: يا راشِدُ"، أي: يا واجِدَ الطَّريقِ المُستقيمِ ومُرشِدًا إليه، "يا نَجيحُ"، أي: يا مَن ساعَدتَ على قَضاءِ الحاجةِ ونَجاحِها؛ فالفألُ الحسَنُ: يَشرَحُ الصَّدرَ ويُساعِدُ على انبِعاثِ الأمَلِ وعدَمِ اليأسِ وحُسنِ الظَّنِّ باللهِ عزَّ وجلَّ، وفي الصَّحيحَينِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: "أنا عِندَ ظنِّ عبدي بي"، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يَكرَهُ الطِّيَرةَ؛ لأنَّها مِنْ أعمالِ أهلِ الشِّركِ، ولأنَّها تَجلِبُ ظنَّ السَّوءِ باللهِ عزَّ وجلَّ.