باب ما جاء في الصلاة في الثوب الواحد
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن هشام هو ابن عروة، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة أنه، «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة مشتملا في ثوب واحد»، وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر، وسلمة بن الأكوع، وأنس، وعمرو بن أبي أسيد، وعبادة بن الصامت، وأبي سعيد، وكيسان، وابن عباس، وعائشة، وأم هانئ، وعمار بن ياسر، وطلق بن علي، وصامت الأنصاري،: «حديث عمر بن أبي سلمة حديث حسن صحيح»، " والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين، وغيرهم قالوا: لا بأس بالصلاة في الثوب الواحد «،» وقد قال بعض أهل العلم: يصلي الرجل في ثوبين "
مِن الصِّفاتِ الَّتي يتميَّزُ بها دينُ الإسلامِ: السَّماحةُ واليُسرُ؛ فما أمَر اللهُ عزَّ وجلَّ إلَّا باليُسرِ، ومِن ذلك: اليُسرُ في أداءِ العباداتِ، وفي هذا الحديثِ يخبِرُ عُمرُ بنُ أبي سَلَمةَ -رَبيبُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فهو ابنُ أمِّ سلَمةَ زَوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّه رأَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي في ثَوبٍ واحدٍ في بيتِ أمِّ سَلَمةَ قد أَلْقى طَرَفَيْ ثَوبِه على عاتِقِه، والعاتِقُ: هو صَفْحةُ العُنُقِ، وهو مَوضِعُ الثَّوبِ مِن الجانِبَينِ، وصُورةُ ذلك: أن يَجعلَ طَرَفَ ثَوبِه الأيمنَ على عاتِقِه الأيسرِ، ويجعلَ طَرَفَ ثَوبِه الأيسرَ على عاتِقِه الأيمنِ، ثُمَّ يَربِطَ الطَّرَفَينِ على صدرِه، وهو ما يُسمَّى بالاشتِمالِ؛ خشيةَ سُقوطِه فتَنكشفَ العَورةُ، وهذا حُكمٌ لِمَن لا يَملِكُ إلَّا ثَوبًا واحدًا، وأيضًا إذا كان الثَّوبُ يتَّسِعُ لذلك يَعُمُّ به جميعَ البدَنِ، وأمَّا إذا كان ضَيِّقًا أو صغيرًا فلْيُصَلِّ مُتَّزِرًا به، ساترًا عَورتَه ونِصفَه السُّفليَّ كما ورَد في حديثِ جابرِ بنِ عبدِ الله رَضيَ اللهُ عنهما في صحيحِ البُخاريِّ.