باب ما جاء في الصلاة في الحجر
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة قالت: كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحجر، فقال: «صلي في الحجر إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت»: «هذا حديث حسن صحيح» وعلقمة بن أبي علقمة هو علقمة بن بلال "
الحِجْرُ هُوَ الحائِطُ المُستَدِيرُ بِجَانِبِ الكَعْبَةِ، والمساحةُ فِيمَا بينَه وبينَ الكَعْبَةِ جزءٌ مِنَ البَيتِ العَتِيقِ، وكانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها تُحِبُّ أن تَدخُلَ الكَعْبَةَ فتُصَلِّيَ فِيهَا، فأخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم بِيَدَيْهَا وأدخَلَها فِي الحِجْرِ وَقَالَ لَهَا: صَلِّي فِي الحِجْرِ إِذَا أَرَدْتِ دخولَ البيتِ، أي: إِذَا أردتِ ونَوَيْتِ الصَّلَاةَ داخلَ الكَعْبَةِ فصَلِّي فِي الحِجْرِ؛ فإنَّما هُوَ قِطعَةٌ مِنَ البيتِ، أي: جُزءٌ مِنْهُ، فإنَّ قَوْمَكِ اقْتَصَرُوا حينَ بَنَوُا الكَعْبَةَ، أي: إنَّ قُرَيْشًا حِينَما جدَّدُوا بناءَ الكَعْبَةِ فِي زَمَنِهِمْ قَلَّتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ فِي البناءِ عن إدخالِ هذا الجزءِ مِنَ البيتِ فِي البِناءِ، فأخرَجُوه مِنَ البيتِ، أي: فجَعَلوه خارجَ الكَعْبَةِ وَهُوَ مِنْهَا.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ الحِجرَ جزءٌ من البَيتِ الحرامِ.