‌‌باب ما جاء أن الجمار التي يرمى بها مثل حصى الخذف

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء أن الجمار التي يرمى بها مثل حصى الخذف

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار بمثل حصى الخذف» وفي الباب عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه وهي أم جندب الأزدية، وابن عباس، والفضل بن عباس، وعبد الرحمن بن عثمان التيمي، وعبد الرحمن بن معاذ.: «هذا حديث حسن صحيح، وهو الذي اختاره أهل العلم أن تكون الجمار التي يرمى بها مثل حصى الخذف»
‌‌

الحجُّ أحَدُ أرْكانِ الإسْلامِ الخَمسةِ، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كيفيَّةَ أداءِ الحجِّ بقَولِه وفِعلِه، وأمَرَ بأخْذِ المَناسِكِ عنه؛ فعَلى المسلِمِ أنْ يَقْتديَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهُما أنَّه رَأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحجِّ يَرْمى جَمْرةَ العَقَبةِ صَبيحةَ يَومِ النَّحرِ العاشِرِ من ذي الحِجَّةِ، ورَماها بمِثلِ حَصى الخَذْفِ، والخَذْفُ: هو رَميُكَ حَصاةً، أو نَواةً تأخُذُها بينَ سَبَّابتَيكَ، وتَرْمي بها، والمرادُ بيانُ مِقْدارِ الحَصى الَّتي يُرْمى بها في الصِّغَرِ والكِبَرِ، فكان حُكمُ الجَمَراتِ الَّتي رَمى بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أكبَرَ مِنَ الحِمَّصِ وأصغَرَ مِنَ البُندقِ، وفي هذا إشارةٌ إلى النَّهيِ عنِ الغُلوِّ في الدِّينِ، كاعْتقادِ أنَّ الرَّميَ بالحِجارةِ الكَبيرةِ أبلَغُ مِنَ الرَّميِ بالصَّغيرةِ، ويكونُ الرَّميُ بسَبعِ حَصَياتٍ في كلِّ مرَّةٍ، ويُفرَّقُ بينَ الحَصَياتِ، فيَرْميهنَّ واحدةً واحدةً.
وفي الحَديثِ: بَيانُ تَيسيرِ الإسْلامِ في رَميِ الجَمراتِ، وأنَّها تكونُ صَغيرةً؛ حتَّى لا يَتضرَّرَ النَّاسُ في المناسكِ.