‌‌باب ما جاء في الغنيمة

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الغنيمة

حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال: حدثنا أسباط بن محمد، عن سليمان التيمي، عن سيار، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله فضلني على الأنبياء»، أو قال: «أمتي على الأمم، وأحل لنا الغنائم» وفي الباب عن علي، وأبي ذر، وعبد الله بن عمرو، وأبي موسى، وابن عباس: حديث أبي أمامة حديث حسن صحيح وسيار هذا يقال له سيار مولى بني معاوية وروى عنه سليمان التيمي، وعبد الله بن بحير، وغير واحد
‌‌

محمَّدٌ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خيرُ الرُّسلِ، وأمَّتُه خيرُ الأممِ، وقد فضَّلَ اللهُ تعالى أمَّةَ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم بمَزايا لم يَجعَلْها للأممِ السَّابقةِ، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ اللهَ فضَّلني على الأنبياءِ- أو قال: أمَّتي على الأُممِ-"، أي: قدَّمَني وخيَّرني بمَزايا على باقي الرُّسلِ والأنبياءِ، أو قدَّم أمَّتي بمَزايا على باقي الأممِ الَّتي سبَقَتها، ومنها قولُه تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، وأفضَليَّتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الرِّسالةِ تَنسَحِبُ على أمَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "وأحَلَّ لنا الغَنائِمَ"، والغنيمةُ: هو كلُّ ما يَحصُلُ عليه المسلِمون مِن الكُفَّارِ قَهرًا، والمرادُ: أنَّ اللهَ أباح لهم أخْذَ الغنيمةِ والانتِفاعَ بها، على غيرِ ما فرَض على الأممِ السَّابقةِ، حيث كانت الغنيمةُ تُجمَعُ بعدَ الحربِ ثمَّ تأتي نارٌ فتُحرِقُها.
وفي الصَّحيحين عن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "فُضِّلتُ على الأنبياءِ بسِتٍّ: أُعطيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، ونُصِرتُ بالرُّعبِ، وأُحِلَّت لي الغنائمُ، وجُعِلَت لي الأرضُ طَهورًا ومَسجِدًا، وأُرسِلتُ إلى الخلقِ كافَّةً، وخُتِم بي النَّبيُّون".