‌‌باب ما جاء في الفطر عند القتال

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الفطر عند القتال

حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح مر الظهران، فآذننا بلقاء العدو «فأمرنا بالفطر»، فأفطرنا أجمعون: هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن عمر
‌‌

مِن رَحْمةِ اللهِ تعالى بالمسلِمين أنْ رخَّص لهم في الفِطْرِ في حالِ السَّفرِ، وتتأكَّدُ هذه الرُّخصَةُ في حالِ قِتالِ الكفَّارِ؛ وذلك ليتَقوَّى بالفِطْرِ على جِهادِ الكفَّارِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِي اللهُ عَنه: "لمَّا بلَغ"، أي: وصَل، "النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عامَ الفَتْحِ"، أي: في غَزْوَةِ فتْحِ مكَّةَ سَنةَ ثَمانٍ مِن الهجْرَةِ، "مَرَّ الظَّهْرانِ"، وهو وادٍ بينَ مكَّةَ وعُسْفانَ، "فآذَنَنا"، أي: أخبَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وأعْلَمَنا، "بلِقاءِ العَدوِّ" ومُواجهَتِه وهم مُشرِكو أهْلِ مكَّةَ، "فأمَرَنا" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "بالفِطْرِ" في نَهارِ رَمضانَ، "فأفطَرْنا أجمَعين"؛ بعدَ أنْ كان بعضُنا صائمًا وبعضُنا مفْطِرًا.