‌‌باب ما جاء في المرأة تعتق ولها زوج1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في المرأة تعتق ولها زوج1

حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان زوج بريرة عبدا «فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فاختارت نفسها، ولو كان حرا لم يخيرها
‌‌

الحياةُ الزَّوجيَّةُ قائمةٌ على قَبولِ الطَّرَفينِ بعضِهما لبعضٍ، ونُفورُ أحَدِهما عَنِ الآخَرِ يُعرقِلُ تلك الحياةَ، فيُصبِحُ مِن الصَّعبِ استِمرارُها.
وفي هذا الحديثِ تَحكِي عائشةُ رضِي اللهُ عنها أنَّ "زوجَ بَريرةَ"، وهو مُغيثٌ، وكانَت بَريرةُ أَمَةً عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وزَوجُها "كان حُرًّا"، أي: لَم يَكُنْ عبدًا، وقيل: إنَّ هذا القولَ مِن قولِ أحَدِ الرُّواةِ، والصَّحيحُ أنَّه كان عبدًا "حينَ أُعتِقَت"، أي: أصبحَتْ حرَّةً، "وأنَّها خُيِّرَت"، أي: خُيِّرَت بينَ استِمْرارِ الزَّواجِ مِن مُغيثٍ زَوجِها أو الانفِصالِ بينَهما، يعني: خَيَّرَها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بَعدَما أُعتِقتْ بين أن تَبقَى مع زَوجِها مُغيثٍ أو تفارِقَه، فرفَضَتِ استِمرارَ الزَّواجِ، فقالَت: "ما أُحِبُّ أن أكونَ معَه وأنَّ لي كذا وكذا"، أي: لا أُحبُّ استِمرارَ زَواجي به ولو أُعطيتُ مالًا كثيرًا نَظيرَ ذلك.
وفي الحديثِ: تَخييرُ الأَمَةِ في البَقاءِ مَع زوجِها أو عدَمِه إذا أُعتِقَت.