‌‌باب ما جاء في ثواب المريض1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في ثواب المريض1

حدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة» وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي هريرة، وأبي أمامة، وأبي سعيد، وأنس، وعبد الله بن عمرو، وأسد بن كرز، وجابر بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أزهر، وأبي موسى.: «حديث عائشة حديث حسن صحيح»
‌‌

مِن فَضْلِ اللهِ ورَحمَتِه على عِبادِه المؤمِنين أنَّه يُكفِّرُ عنهم مِن خَطاياهم بما يُصابون به مِن بلاءٍ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا يصيبُ المؤمِنَ شوكَةٌ"، أي: لا يُصيبُه مِن البلاءِ ولو بقَدْرِ شوكةٍ وما يكونُ منها ألَمٌ ووجَعٌ في جسَدِه "فما فوْقَها"، أي: أو كان سبَبُ وجَعِه وألَمِه ما هو أعظَمُ مِن الشَّوكةِ، "إلَّا رفَعه اللهُ بها درَجةً"، أي: أعطاه اللهُ منزِلةً رفيعَةً عالِيةً في الجنَّةِ، أو زاده بها حسَنةً، "وحَطَّ بها خَطيئةً"، أي: غفَر ومَحا عنه سيِّئةً؛ بسببِ ما أحدَثَت له مِن ألَمٍ، وذلك كلُّه لا يكونُ لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ؛ وذلك لأنَّه جعَل حياتَه وأحوالَه كلَّها مَصحوبةً بالنِّيَّةِ الصَّالحةِ لوجْهِ اللهِ، وهذا التَّكفيرُ للذُّنوبِ والحَطُّ مِن الخطايا يكونُ في الصَّغائرِ، أمَّا الكَبائرُ فإنَّها تحتاجُ إلى تَوبةٍ صَحيحةٍ بشُروطِها المعروفةِ.