‌‌باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم2

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: سألت عائشة، عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح»: هذا حديث حسن صحيح وأبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد ويقال عبد الرحمن بن عبد
‌‌

 

كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسنَ الناسِ خُلُقًا، وقد اتَّصَفَ بأخلاقِ القُرآنِ، وكان هذا تأديبًا من اللهِ لنَبيِّه، وقد نقَلَ لنا الصَّحابةُ هدْيَه وسمْتَه وأخلاقَه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو عبدِ اللهِ الجَدليُّ: "سألْتُ عائشةَ عن خُلقِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: عن صِفاتِ خُلقِه، والخُلقُ: مَلكةٌ تصدُرُ بها الأفعالُ بسُهولةٍ من غيرِ تنكُّرٍ ولا تكلُّفٍ، فقالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "لم يكُنْ فاحِشًا" الفُحْشُ: القُبْحُ، وكلُّ سُوءٍ جاوز حدَّه فهو فاحشٌ، أي: لم يكُنْ مُتكلِّمًا بالقَبيحِ أصلًا ولم يكُنْ في طبْعِه، "ولا مُتفَحِّشًا"، أي: بالتَّكلُّفِ، أي: لم يكُنْ فيه الفُحْشُ؛ لا ذاتيًّا ولا عرَضًا، "ولا صخَّابًا في الأسواقِ"، أي: لم يكُنْ صيَّاحًا يرفَعُ صوتَه في الأسواقِ، "ولا يَجْزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولكنْ يَعْفو ويَصفَحُ"، أي: يُعْرِضُ عن صاحِبِ السَّيئةِ، بلْ ويَعْفو عنه؛ لقولِه تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 13].
وفي الحديثِ: بَيانُ بعضِ صِفَاتِ الرَّسولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأخلاقِه الحميدةِ.